<p style="text-align:right"><strong>السلام عليكم يا شيخ : أنا رجل أفعل الزنا وبعد الفعل أندم ثم أغتسل ثم أقول الشهادة كاملة وأحافظ على صلاتي وأستغفر الله كثيرا&hellip; وهكذا أفعل دائما كلما فعلت الزنا .. ماذا تنصحني ياشيخ؟</strong></p> <p style="text-align:right">وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد فأسأل الله أن يعصمك من الزلل وأن يطهر قلبك وأن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك ويكره إليك الكفر والفسوق والعصيان ويجعلك من الراشدين. ولتعلم أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. والإحساس بالذنب نعمة. فبادر بالتوبة النصوح استجابة لله. قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) وليس هناك حاجة للشهادة عند التوبة. فالتوبة النصوح هي التي يقلع العبد فيها عن الذنب مع الندم والعزم على عدم العودة. ولتعلم إن لذة التوبة وفرحتها يزيد على لذة المعصية وفرحتها أضعافا مضاعفة. وقد تبين لي من رسالتك أن فيك الخير الكثير, فاحمد الله على ذلك. فالله يقول: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) ومما يعينك على الإقلاع عن الفاحشة أن تتذكر زوجتك وبناتك وأخواتك , فهل ترضى لهن هذه الرذيلة التي حرمها الله في جميع الشرائع ؟. فأنا أعلم انك لا ترضى لهن بهذا .فاحذر . فكما تدين تدان. قال الإمام الشافعي رحمه الله: عفوا تعف نساؤكم في المحرم &hellip; وتجنبوا ما لا يليق بمسلم إن الزنا دين فإن أقرضته &hellip; كان الوفا من أهل بيتك فاعلم وتذكر غيرة الله فإِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّه. وتذكر مراقبة الله واطلاعه عليك فلا تجعله سبحانه أهون الناظرين إليك. وتذكر قول الله تعالى:(وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) وقوله سبحانه: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا). وأذكرك برؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حيث قَالَ:&hellip;. أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي ، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي : انْطَلِقْ ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا..ومما رأى في تلك الليلة قال : فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ ، ـ قَالَ : فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ ـ قَالَ : فَاطَّلَعْنَا فِيهِ ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا ، قَالَ : قُلْتُ لَهُمَا : مَا هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ : قَالاَ لِي : انْطَلِقِ انْطَلِقْ ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا&hellip;.ثم اخبروه فقالوا: وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ ، فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي). وتذكر آثار الذنوب والمعاصي وشؤمها على الفرد والمجتمع .قال تعالى:(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وقال حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم:( وَلاَ فَشَتِ الْفَاحِشَةُ في قَوْمٍ إِلاَّ أَخَذَهُمُ اللَّهُ بِالْمَوْتِ).وأنت تشاهد الموت الذريع أمراض فتاكة وحوادث مروعة. وأن مما يعصمك &ndash; بإذن الله &ndash; من هذا الشر العظيم المحافظة على الصلاة مع الجماعة وكثرة النوافل . فقد قال ربك سبحانه : (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) وقال صلى الله عليه وسلم:مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلاةِ كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا ، وَنَجَاةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ..). ثم بادر بالزواج بمن تملأ عينك وقلبك , وأكثر من الصيام. قال صلى الله عليه وسلم: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ). وعليك بكف بصرك عن مشاهدة ما يثيرك من صور النساء في الأسواق والأفلام والمجلات, فالنظر سهم مسموم من سهام إبليس قال تعالى:(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم) ومن أطلق بصره بالحرام تعلق قلبه. فلا يملك نفسه أن يندفع إلى البحث عن قضاء شهوته، بالحرام . و الله سبحانه تعالى- جعل العين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته، فالنظرة تزرع في القلب الشهوة، لذلك أمر الله -سبحانه وتعالى- بغض الأبصار قبل حفظ الفروج و قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (والعَيْنُ تَزْنِي وَزِنَاها النَّظر) و إطلاق النظر في النساء سبب رئيسي في إعاقة سير العبد إلى ربه جل وعلا ، واشتغاله عما خلق له من عبادة الله ، بل قد يتعدى ذلك إلى الخروج من دين الله عز وجل والردة عن الإسلام والعياذ بالله كما حصل لبعض الذين أطلقوا أبصارهم في الحرام. واحذر الهاتف والمكالمات المشبوهة فالله يقول: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا * وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا). وأنصحك أن تلزم رفقة صالحة تعينك على الطاعة وتحذرك من المعصية فقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم الجليس السوء بنافخ الكير فضرره محقق إما أن يحرق ثيابك أو أن تجد منه ريحا خبيثة .أما الجليس الصالح فلن تعدم منه الخير ولو نصيحة وسمعة حسنة.قال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا). ولتعلم أننا في أعقاب الزمن وقرب نهاية الدنيا فعجل المتاب. وقد صح أن العلم تعفو رسومه ويفشو الزنا والجهل والخمر يشرب وتلك أمـارات يــــدل ظهـــــورهــــا علــــى أن أهــوال القيـــامــــة أقــــرب **************** وأخيرا :إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده فاستعن بالله وأسأله العافية, فالله قريب ممن دعاه ورجاه , فألح بالدعاء والتضرع في سجودك وخلواتك. قال تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).وقال سبحانه : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) أسعدك الله في الدارين.وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. أخوك / عبدالرحمن بن صالح المزيني أبها &ndash; قمة مرتفعات السودة 17/شعبان 1431هـ</p>

<p style="text-align:right"><strong>هل الأفضل اليوم للإنسان الفرار بدينه والعزلة عن الناس أو الاختلاط بهم ودعوتهم والصبر عليهم, مع احتمال ما يظهر من كثير منهم من مخالفة الدين, والفتن على الإنسان الداعية نفسه.</strong></p> <p style="text-align:right">&nbsp;</p> <p style="text-align:right">ينبغي للمؤمن الذي يريد الحفاظ على دينه أن لا يصاحب إلا أهل الخير والصلاح، وأن لا يكثر من مخالطة العصاة من العوام إلا إذا أراد أن يدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا. حديث حسن رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم عن ابن سعيد. وقد ذكر العلماء أن كثرة مخالطة الناس بغير ضوابط شرعية من أسباب مرض القلب، فلربما سمع الإنسان غيبة أو همزا أو لمزا في الآخرين، أو خوضا في كلام لا ينفع فيكون مسؤولا عنه يوم القيامة.كما أن كثرة الخلطة والزيارات تجر إلى كثرة الكلام بمناجاة أو غيرها، وقد قال تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114].وقال صلى الله عليه وسلم:( من صَمَتَ نجا). رواه أحمد والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص.أما إذا كان الإنسان على قدرٍ من العلم يُمَكِّنُهُ من الدعوة إلى الله، فالأفضل في حقه دعوة الناس وتعليم الجاهل وإرشاد السائل. كما قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت:33]. وقال صلى الله عليه وسلم:( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم). رواه الترمذي وغيره، وهو حديث صحيح. والله اعلم والله أعلم.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه</p>

<p style="text-align:right"><strong>&ndash; كيف يكون الولاء والبراء في زمننا اليوم الذي اختلط فيه الحابل بالنابل ؟</strong></p> <p style="text-align:right">قال الإمام ابن باز رحمه الله : الولاء والبراء معناه: محبة المؤمنين وموالاتهم، وبغض الكافرين ومعاداتهم، والبراءة منهم ومن دينهم . هذا هو الولاء والبراء؛ كما قال الله سبحانه في سورة الممتحنة: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}[المُمتَحنَة: 4] وليس معنى بغضهم وعداوتهم أن تظلمهم أو تتعدى عليهم إذا لم يكونوا محاربين؛ وإنما معناه: أن تبغضهم في قلبك وتعاديهم بقلبك ولا يكونوا أصحاباً لك، لكن لا تؤذيهم ولا تضرهم ولا تظلمهم، فإذا سلموا ترد عليهم السلام، وتنصحهم وتوجههم إلى الخير &ndash; كما قال الله عز وجل: {وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}[العَنكبوت: 46]. وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى وهكذا غيرهم من الكفار الذين لهم أمان أو عهد أو ذمة؛ لكن من ظلم منهم يجازى على ظلمه، وإلا فالمشروع للمؤمن الجدال بالتي هي أحسن مع المسلمين والكفار مع بغضهم في الله؛ للآية الكريمة السابقة، ولقوله سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النّحل: 125]. فلا يتعدى عليهم ولا يظلمهم مع بغضهم ومعاداتهم في الله، ويشرع له أن يدعوهم إلى الله، ويعلمهم ويرشدهم إلى الحق؛ لعل الله يهديهم بأسبابه إلى طريق الصواب، ولا مانع من الصدقة عليهم والإحسان إليهم &ndash; لقول الله عز وجل: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ *}[المُمتَحنَة]. ولما ثبت في الصحيحين: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أَمَر أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن تَصِلَ أُمَّها &ndash; وهي كافرة &ndash; في حال الهدنة التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة.</p>

<p style="text-align:right"><strong>&ndash; ما هي صفات أهل ملة إبراهيم جملة وتفصيلاً ؟</strong></p> <p style="text-align:right">قال الإمام محمد بن عبد الوهاب : اعلم رحمك الله: أن الحنيفية ملة إبراهيم، أن تعبد الله مخلصاً له الدين، وبذلك أمر الله جميع الناس، وخلقهم لها، قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات: 56] فإذا عرفت: أن الله خلقك لعبادته؛ فاعلم؛ أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد؛ كما أن الصلاة: لا تسمى صلاة، إلا مع الطهارة؛ فإذا دخل الشرك في العبادة، فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة، كما قال تعالى: (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون) [التوبة: 17] 0فمن دعا غير الله، طالباً منه، ما لا يقدر عليه إلا الله، من جلب خير، أو دفع ضر، فقد أشرك في عبادة الله، كما قال تعالى: (ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون، وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) [الأحقاف: 5 &ndash; 6] وقال تعالى: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير [فاطر: 13 &ndash; 14] 0فأخبر تبارك وتعالى: أن دعاء غير الله شرك، فمن قال: يا رسول الله؛ أو: يا عبد الله بن عباس؛ أو: يا عبد القادر؛ أو: يا محجوب؛ زاعماً أنه يقضي حاجته إلى الله تعالى، أو أنه شفيعه عنده، أو وسيلته إليه، فهو الشرك الذي يهدر الدم، ويبيح المال، إلا أن يتوب من ذلك، وكذلك: من ذبح لغير الله، أو نذر لغير الله، أو توكل على غير الله، أو رجا غير الله، أو التجأ إلى غير الله، أو استغاث بغير الله، فيما لا يقدر عليه إلا الله، فهو أيضاً: شرك 0وما ذكرنا من أنواع الشرك، فهو: الذي قال الله فيه: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً) [النساء: 48] وهذا الذي قاتل عليه رسول الله &ndash; صلى الله عليه وسلم &ndash; مشركي العرب، وأمرهم بإخلاص العبادة لله 0ويتضح: بمعرفة أربع قواعد؛ أولها: أن تعلم أن الله هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت، الضار، النافع، المدبر لجميع الأمور؛ والدليل على ذلك، قوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) [يونس: 31] وقوله تعالى: (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله قل أفلا تذكرون، قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم، سيقولون لله قل أفلا تتقون، قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون، سيقولون لله قل فأنى تسحرون) [المؤمنون: 84 &ndash; 89] 0إذا عرفت هذه القاعدة، وأنهم أقروا بهذا، ثم توجهوا إلى غير الله، فاعرف: القاعدة الثانية؛ وهي: أنهم يقولون، ما توجهنا إليهم، ودعوناهم، إلا لطلب الشفاعة عند الله، نريد من الله لا منهم، لكن بشفاعتهم؛ والدليل على ذلك، قوله تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون) [يونس: 18] وقوله تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفي إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) [الزمر: 3] 0 فإذا عرفت هذا، فاعرف: القاعدة الثالثة؛ وهي: أن منهم من تبرأ من الأصنام، وتعلق بالصالحين، مثل عيسى، وأمه، والأولياء؛ قال الله فيمن اعتقد في عيسى وأمه: (ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون، قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم) [المائدة: 75 &ndash; 76] وقال تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) الآية[التوبة: 31] وقال تعالى: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً) [الإسراء: 57] والرسول &ndash; صلى الله عليه وسلم -: قاتل من عبد الأصنام، ومن عبد الصالحين، ولم يفرق بين أحد منهم، حتى كان الدين كله لله 0 القاعدة الرابعة؛ وهي: أن الأولين يخلصون لله في الشدائد، وينسون ما يشركون، كما قال تعالى: (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) [العنكبوت: 65] وأهل زماننا: يخلصون الدعاء في الشدائد لغير الله، فإذا عرفت هذا، فاعرف: أن شرك المشركين، الذين كانوا في زمان رسول الله &ndash; صلى الله عليه وسلم &ndash; أخف من شرك أهل زماننا، لأن أولئك: يخلصون لله في الشدائد؛ وهؤلاء: يدعون مشائخهم، في الشدة، والرخاء؛ والله أعلم .أ.هـ وحبذا مزيد العناية والاطلاع على كتب المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأحفاده وطلابهم رحمهم الله.فإن فيها خير كثير لمن تدبر. والله اعلم</p>

<p style="text-align:right"><strong>ما حكم صلاة من صلى والنساء بين يديه ؟</strong></p> <p style="text-align:right">قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:إذا صلى الرجال خلف النساء فإن أهل العلم يقولون لا بأس، لكن هذا خلاف السنة، لأن السنة أن تكون النساء خلف الرجال، إلا أنه كما هو مشاهد في المسجد الحرام يكون هناك زحام وضيق فتأتي النساء وتصف، ويأتي رجال بعدهن فيصفون وراءهن، ولكن ينبغي للمصلي أن يحترز عن هذا بقدر ما يستطيع، لأنه ربما يحصل من ذلك فتنة للرجال، فليتجنب الإنسان الصلاة خلف النساء، وإن كان هذا جائزاً حسب ما قرره الفقهاء، لكننا نقول: ينبغي للإنسان أن يتجنب هذا بقدر المستطاع . وينبغي للنساء أيضاً ألا يصلين في موطن يكون قريباً من الرجال.</p>

حول أحداث غزة 1430هـ

1/4/2015

مرور الأيام

1/4/2015

الدورات الخارجية الصيفية

1/4/2025

الدجال

1/4/2015

اللواط

1/4/2015

يسر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن صالح المزيني - حفظه الله - أن يجيب على أسئلتكم الشرعية والعلمية عبر هذه المنصة المباركة، سائلين الله لكم التوفيق والسداد.

write_question إسأل الشيخ

التعليق على مَنْظُومَةٌ فِي غُرْبَةِ الإسْلامِ

9/24/2019

شرح نواقض الإسلام

9/24/2019

الإشارات علي كتاب الفتن من صحيح البخاري

10/7/2017

التعليق على لامية شيخ الاسلام

10/7/2017

توجيهات للمسافرين

10/7/2017

كتب الشيخ د/ عبدالرحمن بن صالح المزيني

book name

التعليق على مَنْظُومَةٌ فِي غُرْبَةِ الإسْلامِ

د. عبدالرحمن المزيني 9/24/2019
book name

شرح نواقض الإسلام

د. عبدالرحمن المزيني 9/24/2019
book name

الإشارات علي كتاب الفتن من صحيح البخاري

د. عبدالرحمن المزيني 10/7/2017
book name

التعليق على لامية شيخ الاسلام

د. عبدالرحمن المزيني 10/7/2017
book name

توجيهات للمسافرين

د. عبدالرحمن المزيني 10/7/2017